الناطق الرسمي باسم الطبقة الفقيرة والكادحين

قصة من منهاج الصف الرابع - فلسطين : 


الديك والثعلب

يُحْكى أَنَ ثَعْلَباً شَعَرَ بِالْجوعِ , فانطلق يَبْحَثُ عَنْ فَريسَةٍ لَهُ في الْغابَةِ .  
 
وَلمْ يَلْبَثْ أَنْ رَأى ديكاٌ سَميناً جالِساً على غُصْنٍ في اَعْلى الشَّجَرَة . وَلَمّا لَمْ يَكُنِ الثَّعْلَبُ قادِراُ على تَسَلُّقِ الشَّجّرّةِ , وَالوُصولِ الى ذلِكَ الدّيكِ الَّذي اشْتَهاهُ , لَجَأَ إِلى مَكْرِهِ الْمَعروفِ , وَدَهائِهِ الْمَشْهورِ , وَجَعَلَ يُحاوِلُ إِقناعَ الدّيكِ بِالنُزولِ إِلى الأرْضِ وَيَقول : لا رَيْبَ في أنَّكَ قَدْ تَعِبْتَ مِنْ جَلْسَتِكَ هذِهِ يا عَزيزي الدّيك, لِمَ لا تَنْزِلَ إِلى الأَرْضِ فَأَحكِي لَكَ القِصَصَ الْمُسَلِّيَةَ الطَّريفَة ؟

يَبْدو أَنَّكَ خائفٌ مِنّي, فَأَنْتَ لَمْ تَسْمَعْ بَعْدُ عَنْ مُعاهَدَةِ الصًّداقَةِ وحُسْنِ الْجِوارِ الَّتي عُقِدَتْ مُؤَخَّراً بَيْنَ الدُّيوكِ وَالثَّعالِبِ , فَبِمُوْجِبِ هذِهِ المُعاهَدَةِ أَنا مُلْتَزِمٌ بِعَدَمِ الاعْتِداْءِ عَلَيْكَ , وَبِالدِّفاعِ عَنْكَ وَحِمايَتِكَ مِنْ كُلِّ عُدْوان .
سَمِعَ الدّيكُ هذا الكَلامَ , فَلَمْ يُصَدِّقْهُ , ولَم يُجِبْ عَنْهٌ , فَقدْ كانَ يُفَكِّرُ طَريقَةٍ لِتَخْليصِ نَفْسِهِ مِنْ خَطَرِ أسْنانِ الثَّعْلَبِ الحادَّة .
وَفَجْأَةً اكْتَشَفَ الدّيكُ طَريقَ النَّجاة , فَبادَرَ إِلى الرَّدٍّ على كَلامِ الثَّعلَبِ , وَقال : ما أَلْطَفَكَ يا عَزيزي الثَّعْلَبَ ! أَنا مُتَشَوِّقٌ لِلنزولِ إِلى الأَرْضِ , وَسَماعِ قِصَصِك , وَمُصادَقًتِكَ على الدَّوام , ولكِنَّني مضْطَرٌّ لِلِانْتِظارِ قَليلاً تَمُرَّ الكِلابُ التي أَراها قادِمَةً بِسُرعةٍ إِلَيْنا .

وَلَمْ يَكَدْ يَنتَهي الدّيكُ من كَلامِهِ , حَتّى انْطَلَقَ الثَّعْلَبُ بِأَقصى سُرْعَةٍ هارِباً مِنْ الكِلابِ الْقادِمَة .
وَبِالطَبعِ نَزَلَ الدّيكُ بَعْدَ لَحَظاتٍ , وَلَمْ يَكُنْ هُناكَ كِلابٌ قادِمَة , وَكُلُّ ما في الامْرِ أَنَّ الدّيكَ ابْتَدَعَ هذِهِ ؛ لِيَنْجُو مِنْ مَكْرِ الثَّعلَبِ وَغَدْرِه .


ارجو ان تكونوا قد استفدتم من القصة . 
أحدث
هذا المقال هو الأحدث.
أقدم
رسالة أقدم

0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
أعلى